video

مراد ايملاح

بعدما سبق لرئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، أن رفع شعار "عفا الله عما سلف"، في وجه المتورطين في ملفات الفساد "القديمة"، أقدمت الحكومة قبل أيام على القيام بحملة تواصلية مع المواطنين، تحثهم فيها على تجنّب منح الرشاوى، من خلال إعلانات تلفزيونية وإذاعية، وكذا ملصقات إشهارية.

وقد ووجهت هذه الحملة التواصلية، التي جاءت تحت شعار "ويّاكم من الرشوة"، بانتقادات من طرف الجمعية المغربية لمحاربة الرشوة، المعروفة بـ"Transparency Maroc"، حيث أصدرت بيانا، قالت فيه إن الحملة التواصلية للحكومة غير فعالة وغير مجدية، كما وجهت رسالة إلى الحكومة تطالبها فيها بنهج إستراتيجية واضحة لمحاربة آفة الرشوة.

وقال الكاتب العام للجمعية المغربية لمحاربة الرشوة، عبد الصمد صدوق، إن حملة "ويّاكم من الرشوة"، لن تسفر عن أي نتيجة، لأن ما ينتظره المغاربة من الحكومة هو أن تقوم بتطبيق إجراءات ملموسة، من أجل الحدّ من الإفلات من العقاب، الذي يعتبر أول خطوة يجب القيام بها من أجل الحد من آفة الرشوة.

وأضاف صدوق، في اتصال مع هسبريس قائلا إن المطلوب من الحكومة هو أن تقوم بتشديد الرقابة، وسنّ إجراءات قانونية، والعمل على تخليق الحياة العامة "وإلا، فإنّ الحملة التواصلية الحالية ستكون لها نتائج عكسية، لأنها سترسّخ في أذهان المغاربة أنّ الدولة عاجزة عن القيام بأيّ إجراءات لمحاربة الرشوة، وأنّ أقصى ما يمكن أن تقوم به هو بثّ وصلات إعلانية تحثّ المواطنين على تجنّب التعاطي معها".

إلى ذلك، قال رئيس الجمعية المغربية لمحاربة الرشوة، إن الحكومة أعطت إشارات رمزية إيجابية "نرحّب بها"، لكن مثل هذه الحملات وحدها تبقى غير كافية وغير فعّالة، إذا لا بد، حسب تعبيره، أن تكون مرفوقة بإجراءات ملموسة من أجل الحد من الإفلات من العقاب، وفْق خطة إستراتيجية واضحة
.