.jpg)
السبت، 22 ديسمبر 2012
مراد ايملاح
في خطوة إنسانية و اجتماعية لفك العزلة عن بعض الدواوير المعزولة و التي تعرف مستويات معيشة جد متدنية و ظروفا مناخية قاسية، قررت مجموعة من شباب دور القرآن السلفية أخذ زمام المبادرة بمد يد العون إلى شرائح مجتمعية فقيرة من خلال تقديم مساعدات عينية يدا بيد كما جرت عادتها بذلك في كل عام في إطار حملتها "لنسعد جميعا بالدفء"، في صورة تنسخ الصورة المنطبعة في الذهن عن التيارات السلفية المتهمة بالتقوقع و مجرد الانكباب على الكتب و المجلدات و عدم معايشة هموم المواطن اليومية.
ضمن تصريح من أحد مديري الحملة لهبة بريس، فقد خصصت المجموعة حملة هذه السنة للمناطق الجبلية المعزولة، لتتوجه القافلة الشبابية صوب قرية إيتزر بإقليم ميدلت البعيدة عن المدينة بحوالي 40 كلم و التي تتجاوز ساكنتها 6 ألف نسمة حسب آخر إحصاء، و التي تعاني من الهشاشة و قلة ذات اليد رغم انتفاضة الساكنة لأكثر من مرة كان أبرزها سنة 2005.
أكد جلال عويطة لهبة بريس أن القافلة استهدفت 200 أسرة، تضم 25 معاقا بسبب موجات برد تتسب في بتر الأعضاء، فيما تضمنت المعونة المقدمة لهم موادا غذائية أساسية و أغطية و لوازم أطفال لمواجهة موجة برد هذا العام.
و عن طريقة تسيير هذا العمل، فإن القافلة تنسق سلفا مع إحدى الجمعيات المحلية المعنية بشؤون التنمية و التعاون و التي تنسق بدورها مع السلطات المحلية لضمان سيرورة العملية في أحسن الظروف، عملية لقيت ترحيب و ثناء الساكنة التي عبرت عن عظيم سرورها و ابتهاجها للوافدين الذي شاركوا أبناء القرية فقرات من الدعابة و المرح، إضافة إلى مؤانسة بعض كبار السن و العجائز و مبادلتهم أطراف الحديث لحشد هممهم و تحسيسهم بدفء العلاقة التي تجمعهم ببقية أبناء الوطن.
و عن الأسباب التي دفعت بشباب دور القرآن إلى تبني هذا النوع من العمل الجمعوي، أكد جلال لهبة بريس أن عملهم هذا امتداد لدعوة الإسلام الصحيحة التي تلقاها الشباب المبادر بدور القرآن و التي تحث على التعاون و التضامن و خدمة الوطن و حب الخير للجميع. فيما لم يخفِ المشاركون إعجابهم بنجاح المبادرة و تسجيل نتائج فوق ما كانوا يأملون، نتائج تتحسن عاما بعد عام منذ انطلاق هذه المبادرات سنة 2010، اقتناعا من أبناء دور القرآن بأن التعاون و التضامن مع كل مغربي متضرر مبدأ متجذر في هؤلاء الشباب.
من جانب آخر، تأسف محاورنا للتعتيم الإعلامي الذي يمارس ضد هؤلاء الشباب سواء من خلال عطاء دور القرآن التي أنجبت أسماء كبيرة من أمثال الشيخ عمر القزابري إمام مسجد الحسن الثاني و الشيخ رشيد إفراد أحد شيوخ الإقراء بالمغرب و غيرهم كثير، أو من خلال الأنشطة الموازية التي يقومون بها على غرار المبادرات الإنسانية و الأعمال الخيرية. تعتيم يقول جلال أنه يحول بدون شك بينهم و بين بقية أبناء الشعب المغربي.
مبادرة هذا العام ستتواصل إلى موعد حلول فصل الربيع أملا في أن تستفيد أكبر شريحة مجتمعية ممكنة. هذا فيما أكد أرباب هذه الحملة استعدادهم للتجاوب مع أي نداء من أي منطقة نائية تعاني البرد و الفقر.
|
